حقيقة دوران الارض حول الشمس
الشيخ الروحانى باهر طاووس الاعمال الروحانيه جلب الحبيب00201112419398 :: ......%%%ساحه مجربات الاجداد%%%.....
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة دوران الارض حول الشمس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود اولا ان اشير الى ان انتمائي وتشرفي للمنتدى الموقر كانت على اساس البحث عن حقيقة كونية فيزيائية يقتتل عليه العلم الاكاديمي من جهة والعلم القرآني من جهة اخرى وهي بالايجاز ( هل ان الارض تدور حول الشمس ام العكس ) لان العلم الاكاديمي يقدم الكثير من الادلة على ان الارض تدور حول الشمس ولكن القران الكريم يقول عكس ذلك من خلال الكثير من الآيات والروايات وبعد ان ثبت لدي او رجح راي القران الكريم وبالادلة العلمية ان راي القران الكريم هو الصواب و رمت البحث عن ادلة اخرى في مجال اخر فجرني ( السيد كوكل ) الى منتداكم الموقر عسى ان اجد ادلة إضافية في كون الارض لا تدور حول الشمس بل الشمس والقمر والكواكب هي التي تدور خول الأرض واضن ان حسابات علم الفلك الروحاني او علم الهيئة تذهب هذا المذهب ولا اعلم ان كان اصحابها أي مذهب يتبنون في ايهما تدور حول الاخر واذا سمحتم لي ان اقتبس البحث من منتدى قصديون .
اقتباس ـــــ
( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
كما علمنا المنهج القصدي ان نفهم القران الكريم والاحاديث النبوية الواردة عن اهل بيت العصمة عليهم السلام وفق ما قصدوه هم ... وليس كما يشتهي ان يفهمه المتلقي فعلينا ان نرضخ للكلام القصدي وان لم نفهمه في بادئ الامر لقلة المعطيات والدلائل المادية وخاصة في القضايا العلمية التي كلما تعمق النظريات فيها تشعبت وتعمقت اكثر .
ومن القضايا التي حيرتني كثيرا قبل ان اقتنع بنتيجة مرضية لي على الاقل ... قضية دوران الارض حول الشمس ....
فمن المسلمات العلمية حاليا في المناهج الاكاديمية الحاكمة على المؤسسات العلمية ان الارض تدور حول الشمس ولا يمكن النقاش فيه منذ ان سلم العلم الحديث بنظرية كوبر نيكوس وتبناه غاليلو .
وفي المقابل نجد ان الاديان السماوية تذهب عكس ذلك رغم ان البعض يكتنفه الخجل لقوة الأدلة المادية التي تطرحها المؤسسات الاكاديمية لترسخ مذهبها في هذه القضية وان كان بعض افراد المؤسسات الدينية سلمت بنظرية كوبر نيكوس وحاولت سحب ادلة روائية ليركبها على راي نيكوس .
عموما اخوتي الاعزاء في المنتدى الموقر ارجوا تعاونكم معي كي نصل الى هذه الحقيقة التي بصراحة اعتبرها من المعارك التي لازالت المنهج الديني عموما تتبع المدارس الغير دينية و المفروض هو العكس .
ولدي سلسلة من الادلة التي اعتقد ترضي جميع الاطراف اذا نضروا الى القضية بموضوعية دون ان يلغي احد الفريقين ادلة الاخر ولكن بمنهج علمي ومنطقي لذا اطرح الموضوع بسلاسة وتاني مع النقاش خلال طرح الادلة لتقويمها قبل ان تخرج هذه القضية الى خارج المنتدى دون تثبيت الراي الاخير بعد انتهاء الادلة ولذا ساتخذ موقع القائل بالراي القرآني حسب ما افهمه وعلى من يريد من الاخوة ان ياخذ موقع الراي الاخر وارجو من المشرفين ان ياخذوا موقف المحايد والحاكم على قوة الادلة عندما تتشابك الاراء ولا يستطيع احد الفريقين اقناع الاخر .
علما ان هذه القضية لها ربط مع الطور المهدوي سيتبين لاحقا .
اقول بان الايات الذاكرة للشمس تصفها بانها متحركة والايات الواصفة للارض تصفها بانها ثابتة
الآيات القرآنية
(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
يس 39
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يُسْبَحُونَ)
الأنبياء33
فالحركة هنا للشمس والقمر دون ذكر الأرض في الآية
( اللَّهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )
(2) الرعد
الجريان للشمس والقمر
( وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ )
إبراهيم : 33
والدأب انجاز الفعل باكمل وجه وفيه اشارة الى الحركة
( وَ تَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمينِ وَ إِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَ هُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً )
الكهف : 17
الفعل منسوب الى الشمس
( أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَليلاً )
الفرقان : 45
والآية ينبغي الوقوف عليها كثيرا الا اننا ناخذ ما يهمنا وهو نفي السكون عن الشمس لان الفعل منسوب لها وتاثير هذه الحركة تضهر في الارض ...ففي الجملة امتداد الظل سببه نفي السكون عن المدلول لها وهي الشمس
( أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرٌ )
لقمان : 29
( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَ الَّذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْميرٍ )
فاطر : 13
( خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزيزُ الْغَفَّارُ )
الموضوع الأصلي: ( والشمس تجري لمستقر لها ..) // الكاتب: يوجل // المصدر: منتدى قصديون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ارجو من الاخوة الاعزاء قراء هذا البحث ان يضعوا في اعتباراتهم ان الوسائل والطرق المتبعة في اثبات هذه النظرية تختلف عن ما هو متبع في امثال هكذا ابحاث وربما ان كل فقرة ترد فيها ستغيب عن اذهان القارئ الكريم لانه نظرية بحد ذاتها واستنبطناها في ابحاث مستقلة ولكننا احتجنا اليها لاثبات ما نحن بصدده لذلك سوف نورد الاصطلاح بشكل موجز واذا اراد احد الولوج فيها يسرنا ان نناقشه بعد التنويه على الفقرة ومن هذه النظريات الفرعية هي مادية جميع ما في الوجود من مكان ( السماوات العلى والجنة والنار وووو) وموجودات كالملائكة واراوح وووووو ...وحقيقة الزمن
وانطلاقا منها ندخل في اصل بحثنا وهي حقيقة دوران الارض حول نفسها وحول الشمس .
نجد ان القرآن الكريم يعطي خصوصية معينة للكرة الارضية او الارض التي فيها الكعبة المشرفة بغض النظر عن ان هذه الخصوصية سلبية ام ايجابية اذا ما قورنت ببقية الكواكب قبل طور الاستخلاف ونرى هذه الخصوصية جلية في مقارنة الارض بالسماوات في الكثير من الايات القرانية الشريفة وهذا دليل وقف عليه الفلاسفة والمفسرون اكثر من الفلكيين تحت احد مصاديق وحدة الوجود والذي تاثر بهذه الفكرة حديثا المع علماء الفيزياء الكونيةا من ان الكون تعمل بمنظومة واحدة وهو الحلم الذي حلم به اينشتاين حينما وضع النسبية العامة ليحاكي النسبية الخاصة وفشل في اثباتها في حينها ولكن الدلائل تشير ان الاجيال اللاحقة ستضع نظريات تؤكد هذه الوحدة .
والدليل القراني الاخر لخصوصية الكرة الارضية هي الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 30
بالتمعن في الآية الكريمة يمكننا ان نغترف من فيض هذه الآية الكريمة الدليل التي نحتاجه في بحثنا ونطرحها وفق ما نستطيع إيصال الفكرة المطلوبة ونتسائل :
1 ــ لماذا يبدأ الله تعالى بإخبار الملائكة بأنه عز وجل ( جاعل في الأرض خليفة ) ..... ؟
المعلوم لدينا ان الله تعالى يصدر القرار( بالمشيئة او القدرة او القضاء او الامر ) وما على الملائكة إلا التنفيذ , و الملائكة لا تتأخر ولا تستفسر ولا تعقب على تلك القرارات , فما هذا الامر الذي يريده الله تعالى إعلامه الملائكة قبل أوانه او قبل البدأ به ؟
2 ــ لماذا اختار الله تعالى الأرض ( إذا كان القصد من الأرض هي الكرة الأرضية ) للخلافة ولم يجعله كوكب آخر من الكواكب التي لا عد لها في هذا الكون الفسيح .... ؟
فالنقطتين السابقتين يوحي لنا بان لهذه الأرض أهمية وخصوصية معينة وقابلية لاستقبال الخليفة او احتضان الخلافة الإلهية أكثر من غيرها من الكواكب الأخرى .
والذي يؤيد هذا المذهب من الرأي هو قول الملائكة و استفسارهم بنحو من الاستغراب الذي يستشم منه رائحة تأخر القبول وعدم الاطمئنان لهذا القرار الإلهي ... ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) ؟
ولقد مر علينا اساس هذا الموقف من الملائكة من انه كان هنالك أقوام وأجناس أو سلالات قبل سلالة أبينا آدم سكنت الأرض قبلنا , ولكن لا يزال دليلنا سائر في مسيرته وسوف نرى كيفية الارتباط بين سلالتنا والسلالات التي سبقتنا في هذا الارض لاحقا , هذا من جانب ... ومن جانب آخر وهو المطلوب نستنطق الاية الشريفة ونقول :
ربما لو قال الله تعالى إني جاعل في المريخ او في غيرها من الكواكب خليفة فهل كانت للملائكة نفس هذا الموقف ؟
لا اعتقد ذلك ... لأنه لو وجد مثل هذا الامر لكان القرآن الكريم قد اشار اليه , ثم انه لو كان هذا الامر متكرر في مواقف أخرى لشككنا في قدرة الله تعالى والعياذ بالله , فمن غير المعقول ان يتكرر نفس التسائل من الملائكة كلما أراد الله تعالى ان يخلق خلقا في الكواكب .
ولهذه القصة والآيات التي تليها تفسيرات وتأويلات وروايات كثيرة جديرة بالوقوف عليها وفيها من المعرفة مما يوضح لنا فلسفة جعل الله تعالى مخلوق من طين وينزله الى منزلة دنيا ليتكامل ويتدرج صعودا ليكون ذريته خليفة الله تعالى في الأرض التي نحن في صدد إثبات مركزيتها وتفاعلها وفاعليتها لما موجود في الكواكب والكون سلبا او إيجابا وفق قانون ترابط الوجودات التي مر علينا وقد سلط الضوء على نواحي اخرى من هذه القضية المرحوم ا لنيلي في كتابه اصل الخلق.
اذا ان السماوات وحدة واحدة مهما كبر بالنسبة للارض ونطرح فرضية كمقدمة ونقول:
ما هي موقع الكرة الارضية بالنسبة للكون؟
واقصد الموقع الجغرافي وليس الموقع المعنوي الذي مررنا عليه قبل قليل
هل يوجد للكون من مركز معين ..........؟
وان كانت مركز الكون نقطة وهمية .... ؟
نظريا ومنطقيا نقول.... نعم .
اذا .............. فأين يمكن ان تكون تلك النقطة.........؟
وأين تقع الكرة الأرضية من تلك النقطة ؟
في هذا البحث نحاول معرفة موقع الكرة الأرضية من هذه النقطة , وإذا أردنا التعبير بالمصطلحات الهندسية ... فهل يمكن لنا القول بان الكرة الأرضية تشغل إحدى النقاط الرئيسية او إحدى بؤره بمنظوره الشامل حسب الشكل الذي يتخذه الكون سواءا كان دائريا او مثلثا او غير منتظم ؟
لقد أثبتنا بالأدلة القرآنية فيما سبق وفق الفيزياء الذي فهمناه من القرآن الكريم من مادية ومكانية السماوات السبع والكرسي بمصداقه المادي ... ومهما بعد او توسع فلا بد له من حدود تنتهي فيه المكان ... فكل شيء في الوجود خاضع للمادية وكل مادة لا بد ان تكون له مكان عدا الذات المقدسة لله تعالى الذي ليس كمثله شيء كما أوردنا آيات وروايات كثيرة بشأن ذلك في ابحاث عديدة .
أولا نقول حسب المعاينة الأولية ان الارض لها مركزية ظاهرية في الكون لدوران كل شيء حولنا ( وان كان هذا ظاهريا ) وربما الدليل العلمي في تسجيل الانزياح الاحمر للمجرات من حولنا مبتعدا عنا مع تفاوت سرعة الابتعاد عنا فان للأرض مركزية معينة .
أما بالنسبة لما ورد لنا من المأثور الاسلامي من ان الموقع الجغرافي (الكوني او المكان الذي تشغله الكرة الأرضية تعتبر إحدى المواقع الرئيسية في الكون ربما الثانية او الثالثة من ناحية الأهمية الوجودية على ما نعرفه , وتقع ضمن مسقط مستقيم ضمن النطاق الكوني وليس على نطاق المجموعة الشمسية او العناقيد المجرية.
ربما يستصعب تخيل قولنا هذا كما اني اعلم ان هذا القول يجرنا الى قضية شائكة تتحارب عليه اكبر فئتين فكريتين ولم يستطيعوا لحد ألان فك النزاع وإعلان البيان الختامي لهذه المعركة التي عمرها تمتد الى أكثر من اربعة قرون على اقل تقدير ولم يتمكن احدهم من إقناع الطرف الأخر رغم كل الإمكانيات التحاورية وادعاء التحضر والوثائق العلمية والأدلة الدينية بما في يد كل فريق , وذلك لعدم النظر الى الأمور بالمنظار الشمولي الصحيح واستيلاء ثقافة الالغاء على بواطنهم .
وقد قتل بعضهم بعضا في هذه المعارك الفكرية واعدم من اعدم ونفي من نفي وكفر ورمي بالجنون والهرطقة من كلا الفريقين , والقضية من صميم المسائل التي تدعوا للعداء والنفرة بين أنصار الدين عموما (الأديان السماوية ) والعلماء الفيزيقيين (الماديين) أي بين أنصار الوجود العيني وبين أنصار الوجود الذهني حسب تعبير بحثنا .
ولقد طرحت هذه القضية على مر التاريخ باصطلاحات وصور شتى حاولت كل حقبة ان تعطي رأيا صريحا في جانب من جوانبه .
ونحن بدورنا ان قلنا ان للأرض مركزية او كما عبر أنصار الديانات السماوية (الارض مركز الكون ) وهو قول مبني على ما جاء في الكتب السماوية حسب فهمهم لتلك الكتب ... وقف ضدهم علماء الكون (الماديين ) واروهم صورا للأرض وللمجموعة الشمسية والمجرات ... وقالوا ان الارض لا تشغل حيزا يذكر في هذا الكون الفسيح وهو اصغر من ان يذكر بمساحة موقعية او مكانية وخاصة ان القول بمركزية الارض للكون يجر الى القول بثبات الارض وعدم دورانها حول نفسها او حول الشمس فضلا على بقية الحركات التي تتحركها ضمن المجموعة الشمسية نحو احد اتجاهات الكون المترامي الأطراف , فحصروا ( الدينيين ) في زاوية ضيقة يصعب الخروج منها الا بفتاوى الكفر او رمي الطرف الاخر بالهرطقة والزندقة وإذا لم يكن لهم قوة البطش تبنوا طريقة دبلوماسية وقالوا بان هذا الأمر ليس شان ديني بحت ولا أهمية من ذلك إذا عرفنا او لم نعرف وكأن الأنبياء لم يكونوا يعلمون او أنهم لم يكونوا رسل الله الذي خلق الكون وهو أدرى بحركاته وسكناته .... وكلما طرح الموضع من قبل الدينيين من نفي الحركة واجههم الماديين بكم من الوثائق والأدلة الرياضية التي لولاها لما كانت هذه التغيرات التي نراها كل يوم من الليل والنهار او التغيرات الفصلية بل ويقدمون موعد دقيق جدا من حدث كوني مستقبلي من خسوف او كسوف او ما شابه .
كيف لا أهمية لمثل هذه المواضيع العلمية الدالة على قدرة الله تعالى وحكمته وتقديره ... فليس على كهنة الدين ان ينفوا عن الدين شيئا إذا لم يكونوا يفقهوا من العلوم شيئا ... ليس العلوم الدينية فحسب ... هكذا يصبح الدين اذا سرقه من ( يلهيه الصفق في الأسواق ) عن تعلم دين الله او عندما لا يعرف معنى كلمة ( وفاكهة وأبا ) ويحيدوا عن الذي قال ( سلوني قبل ان تفقدوني فوالله إني لأعلم بطرق السماوات أكثر مني بطرق الارض ).
هذه القضايا العلمية وأمثالها ما يكثر على الدين اعداءه وينفر اصدقائه و يبعد الهوة بين من يؤيد الدين ومن يعارضه ويزيد الطين بلة من عدم إمكانية الوصول الى توافق موضوعي او علمي او ديني الى ان يؤدي الى تناحر سكان كوكب الارض وهكذا تكون تهافت الحضارة التي لا تستطيع الوصول الى جواب وتوافق نهائي بين افراد يدعون العلم والاعلمية.
ومن أهم المعارك التي خاضوها كانت على ميادين عديدة منها :
ـــ هل الأرض كروية أم مسطحة ؟
ـــ هل الأرض تدور حول نفسها ام لا ؟
ـــ هل الأرض هي التي تدور حول الشمس ام العكس ؟
وأخيرا :
ــ هل الأرض مركز الكون أم لا ؟
ولقد أميط اللثام وانتهى النزاع نهائيا بالنسبة للمعركة الأولى منذ زمن ليس ببعيد , وذلك بعد تطور العلم المادي وانتهت هذه المعركة الفكرية لصالح الرأي المادي وتبناه علماء المادة وخسره علماء الدين رغم ان الحقيقة كانت بين أيديهم ولكنهم لعدم فهم ما كان موجودا في كتبهم تلقوا هذه الخسارة (بروح رياضية ) متسترين على خيبتهم بعد ان تبين لهم تقصيرهم في فهم دينهم وان أصل الدين لديهم صحيح وان الذي كانوا يتمسكون به من آراء ليست من الدين بشيء وهم كانوا ( يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) .
أما المعارك الباقية لازال العلم الأحمر يرفرف في معسكراتهم والسيوف مشهورة ولم تغمد بعد .
يتبع ...
(( المحور الكوني ))
1 )) في الاية الكريمة : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَ إِنَّ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) البقرة/144
يمكننا استنباط نقطتين مهمتين من الاية الشريفة :
اولا / لو افترضنا ان احد المسلمين من (كوكب الارض) سافر الى كوكب المريخ او خرج من مجرتنا الى مجرة أخرى فان فريضة الصلاة لا تسقط عنه وإذا أضفنا الى هذه الفرضية الشمولية العامة لإحكام القرآن الكريم زمانا ومكانا بدلالة الآيات المستفيضة والأحاديث الشريفة فيجب على هذا الشخص ان يتوجه الى القبلة التي في الكرة الأرضية حال صلاته وهذا ما نوه إليه السيد الشهيد الصدر قدس الله روحه الطاهرة في كتابه الفريد من نوعه ( فقه الفضاء ) .
وعودا الى افتراضنا واسنادا له نذكر للقارئ المؤمن اننا رغم طرحنا لهذه الفرضية ( امكانية السفر المادي ) بسرعة اكبر من سرعة الضوء ممكنة وليس كما يقف عنده الاينشتانيون من قولهم ان الجسم المادي تتحول الى طاقة اذا وصل الى سرعة الضوء ,الا اننا نؤكد انها حصلت في تاريخ البشرية ولا سبيل للمسلم على اقل تقدير ان يؤمن به بل هو واجب عيني وعقائدي ان يؤمن به والا انه يخرج من دائرة الايمان وهي قضية الإسراء والمعراج الجسدي لفخر الكائنات محمد صلوات الله عليه وآله الطاهرين كما ذكرت ان في كل سماء كانت قبلة بحذاء الكعبة يصلون باتجاهها سكان السماوات وحينما صلى الرسول صلى الله عليه وآله إماما على الأنبياء فانه حتما اتجه الى قبلة معينة ويمكن للقارئ الكريم ان يراجع روايات المعراج .
ثانيا / نلاحظ في الآية الكريمة اقترانها بكلمة السماء الذي ربما نستطيع ان نستوحي منها انها مكانية شاملة وليس على الاتجاهات الأرضية الذي أورد القران الكريم في مثل تلك الموارد مثلا ( ذات اليمين وذات الشمال ) , وايضا نلاحظ شيئا من الحيرة التي قد تصيب النبي صلى الله عليه وآله ويجعله يقلب وجهه الشريف في السماء لقضية تخص القبلة وعلة اختيار جهة دون جهة أخرى ...
ومن ظاهر الآية الشريفة نستطيع ان نتعرف بان الآية كانت في بداية التشريع الإسلامي للصلاة حينما فرضت التوجه الى بيت المقدس ولكن هذا الاختيار جاءت وفق الحكمة الإلهية الى بيت المقدس والنبي برؤيته الملكوتية كان يعلم ان القبلة الأصلية هي الكعبة الشريفة ( يراجع في هذا الأمر من كينونة علم النبي وفق عقيدة الامامية بالنبي وانه كان نبيا على الانبياء في عالم الذر وانه معلم الملائكة التسبيح والتحميد وان نوره الشريف اول ما خلق الله وليس وفق عقائد غيرهم من فرق المسلمين في النبي ) فلماذا اختار الله تعالى ان يتوجه الى بيت المقدس ... ولذا نجد الوعد اللهي للنبي في نفس الآية والذي هو وعد مستقبلي مؤكد الوقوع ( فلنولينك قبلة ترضاه ) والى حين ذلك الوقت فان القبلة كانت الى بيت المقدس , وحاشاه النبي ان لا يرضخ لاوامر ربه وهو الحبيب المصطفى , وهذا التفسير ما يؤكده لنا نفس الاية التي ابتدات بكلمة ( قد نرى ) ونقيضه (قد لا نرى ) وحاشا الله تعالى ان يعطي احتمالات لقضية مستقبلية وهو العالم بما كان قبل ان يكون , ولكن للادب الرباني مع حبيبه المصطفى اورد هذه الكلمة ( قد ) ليعرف نبيه أولا ان هذا الاختيار طارئ وليس ثابت لحكمة ربانية وهي معرفة من سيتبع الرسول والامر اللهي دون نقاش , ومن الذي سينكر هذا الامر كالذين يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ... وكان الله تعالى يخاطب حبيبه المصطفى بتعبيرنا الدارج .... ( من حقك يا محمد ان كنت تقع في حيرة من اختيارنا لهذا الامر , وتقلب وجهك في السماء) ..
وثانيا لزيادة الادب الحواري بين الرب وعبده اورد الله تعالى كلمة ( قد ) في هذا الموضع لكي لا يلازم هذه الحيرة كحقيقة واقعة ومؤكدة على النبي الذي يعرف حقائق الامور والحكمة من كل تشريع ... ويعرف هذه القضية الأخلاقية الكثير من أرباب الأخلاق لدينا والمتخلقين بأخلاق الله تعالى والرسول واهل بيته الطاهرين ...فمثلا عندما نريد ان نفاتح شخصا بقضية معينة ونعلم علم اليقين عن صحته ولكننا نبتدأ ونقول (ربما انا على خطا ولكن يبدوا الأمر عكس ذلك ) او نقول لزيادة الاحترام والادب الحواري عندما نريد ان نفهم قضية علمية لشخص آخر ( هل استطعت ان افهمك القضية او اوصل لك مرادي من النظرية الفلانية ) بدلا من قولنا ( هل فهمت القضية ) والذي ربما يوحي للمقابل انه قليل التفكير او قليل الذكاء او ما شابه وهذا من باب المثال لتقريب الصورة وليس للقياس وكما تعلم يا اخي القارئ المؤمن ان الامثال تضرب للتعريف وليست للقياس .
اذا فالنبي صلى الله عليه وآله كان يعلم ان القبلة الأصلية هي الكعبة ولكن الأمر الالهي ( الطارئ ) كان صادرا له بان يتوجه الى بيت المقدس في بداية التشريع واتى النداء الرباني بالوعد على الرجوع الى القبلة الاصلية وتحول التشريع الى العموم والثبوت في الفقرة ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ .... )
وستتحقق مصاديق الاية الكريمة كما نوهنا بعد حكم الامام المهدي عليه السلام ويبدا دعوته الكونية لدين الله في بقية الكواكب والمجرات .
واية اخرى تؤكد نفس المضمون : ( وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْني وَ لِأُتِمَّ نِعْمَتي عَلَيْكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )البقرة(150)
2 )) رواية في المعراج :
أ- في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه من الأخبار المجموعة وباسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ان لله تعالى ديكا عرفه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارضين السابعة السفلى ، اذا كان في الثلث الاخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس ، فيصيح عند ذلك ديكة الدنيا ).
وكأن النبي صلى الله عليه وآله يحاول هنا تصوير المحور الذي يربط السماوات ببعضها حسب ما يفهمه عقول ذلك العصر من باب (كلم الناس على قدر عقولهم ) وسوف نوضح في فصل توحيد المفاهيم الزمانية لماذا اختار النبي صلى الله عليه وآله ( الديك ) للتعبير عن هذه الحقيقة الكونية وربما تسعفونا يا اخوة القصد عن تحليل ودلالات حروف ( ديك ) واجمالا نقول هنا لمن يعترض ما السبب في ان جميع ديكة مدينة واحدة تصيح في وقت واحد , واذا قالوا ان القضية سماعية فان صاح احدها فان البقية تجيب فليلاحظوا بدقة اكثر فان هنالك وخاصة في القرى التي تكثر فيها الحيوانات الداجنة فانه ربما ديكين او اكثر يصيحون في نفس الوقت دون تفاوت في الوقت يذكر وربما هذا التفاوت أسرع من سرعة الصوت , وما السبب في صياحها في نفس الوقت من كل يوم دون ان تعير اهتماما بالظروف الأنواء الجوية .
3 )) ورد في كتاب وسائل الشيعة وفي علل الشرائع بعض ما يؤيد رئينا منها :
أ )عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبي غرة قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) :البيت قبلة المسجد ، والمسجد قبلة مكّة ، ومكّة قبلة الحرم ، والحرم قبلة الدنيا .
والإمام هنا استخدم كلمة ( دنيا ) بدلا من كلمة ( من في الارض ) واذا قارنا هذين الاصطلاحين في روايات الأئمة نجدها ان (الدنيا) اشمل من كلمة الارض ... فمثلا ورد في روايات الإمام المهدي عجل الله فرجه ( يملئ الارض قسطا وعدلا , وفي بعضها يملئ الدنيا قسطا وعدلا )... ولا اعتقد ان الإمام يستعمل هذه الكلمات اعتباطا اذا ما كان يريد التأكيد على حقائق أكثر وسيتوضح الفرق بين الكلمتين في فصول قيام الإمام المهدي عليه السلام والاعتماد على سعة اطلاع القارئ الكريم وامكانيته في الربط والتحليل والمقارنة في دقة كلام الله تعالى والائمة عليهم السلام في مثل هكذا تعبيرات ..... فانه عجل الله فرجه بعدما يملئ الارض قسطا وعدلا في المرحلة الأولى فانه ينطلق ليملئ الدنيا قسطا وعدلا أي سيبدأ بنشر الرسالة الإلهية في بقية الكواكب وتعبير الدنيا إشارة الى المرحلة اللاحقة بعد اكتمال سيطرته على الارض .
ب ) عن محمّد بن الحسن بإسناده عن الطاطري ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سأله رجل قال : صلّيت فوق أبي قبيس العصر فهل يجزي ذلك والكعبة تحتي ؟
قال :
نعم إنها قبلة من موضعها إلى السماء .
والإمام هنا استعمل كلمة (الى السماء) على الإطلاق دون تحديد سقف او حدود استطالة السماء ما يؤكده الرواية التالية .
ج ) عن محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) :أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا .
وهنا دلالة علمية ربما لا يمكن للعلم الحالي ان يصل اليه لو سار على نفس منهجه لآلاف السنين , والذي يريد الإمام هنا تعريفنا به بان لكل سماء كوكب مركزي كما للسماء الدنيا كوكب مركزي وهي الارض والمحور العمودي الذي نحن في صدد اثباته تقع فيه هذه الكواكب السبعة التي في السماوات السبعة , ولقد قرات تعليقة في حاشية في بحار الانوار عن الدر المنثور رواية مرفوعة للنبي من غير طريق السلسلة الذهبية ... حيث روي ان النبي صلى الله عليه وآله قال : ( سيد السماوات السماء التي فيها العرش وسيد الارضين الارض التي أنتم عليها ) .
والحديث السابق اشمل من الذي قبله لانه يحل لنا بعض الاشكالات الهندسية التي ربما يعترض فهم كيفية التوجه الى القبلة من منظور بعض الكواكب التي قد تقع في نقطة الرؤية الصفرية أي تقع في النقطة الميتة حسب تعبيرنا وهي النقطة التي تقابل الكعبة المشرفة بالضبط من الجهة المقابلة لها في الكرة الأرضية وما تقع في خطها المستقيم خارج الكوكب .... فاذا كان المصلي ضمن الكرة الأرضية والتي تقع في وسط المحيط الهادي فحسب راي السيد الشهيد الصدر قدس الله روحه الطاهرة فانه يخير في الاتجاه الى اقرب او اقصر الخطوط بينه وبين الكعبة اذا وقع له الدقة في انه في النقطة الصفرية ... واذا وقع المصلي في الكواكب البعيدة ضمن الاتجاه المستقيم لنفس النقطة فان توجهه يكون الى المحور سواءا فوق الكعبة ام تحته وهذه نظرة هندسية ولا اريد من القارئ الكريم ان يحمل عليه اراء فقهية .
د ) عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن عبد السلام بن صالح ، عن الرضا ( عليه السلام ) في الذي تدركه الصلاة وهو فوق الكعبة قال :إن قام لم يكن له قبلة ، ولكن يستلقي على قفاه ويفتح عينيه إلى السماء ويعقد بقلبه القبلة التي في السماء البيت المعمور ، ويقرأ فإذا أراد أن يركع غمض عينيه ، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع فتح عينيه ، والسجود على نحو ذلك .
والى هنا قد أثبتنا المحور او المسقط العمودي الثابت في هذه المواقع ولكن ما هي الأدلة التي تثبت دورات الفلك حول الارض ؟
نقول أكثر من ان تحصى وكلما بحثنا عنها وجدناه أمامنا ولكننا لتركنا فهم معاني كتابنا وجرينا وراء المادة والماديين نسينا حتى ما نفتخر به من لغة الضاد , فإننا نلاحظ في الآيات والروايات ان الدوران والحركة منسوبة الى الشمس والقمر والنجوم والفلك دون الارض مع العلم انه لو كان الأمر كما يدعيه الغرب لكان القرآن الكريم قد ذكره ولكان إعجازا علميا لديننا وكتابنا والنظرية التي ذهبنا إليها من تناغم الارض مع السماوات في حركتهما بشموليته من جهة وتناغم حركة الشمس والقمر والنجوم من باب اضيق ما هو الا اشارة لهذه الحقيقة .
ولاصلاح اخطاء (ابطال الاعجاز العلمي في القران) نود التنويه انه يقولون في ارائهم ان الكعبة مركز الأرض ويقصدون المركزية الهندسية الجغرافية طبعا وخلال البحث وجدت ان منتدى الملحدين العرب يسخر من هذه الاراء ويعطي ادلة دامغة على دحض هذا القول ويؤكدون بالادلة ان مركز سطح الارض او مركز ثقلها تقع في صحراء في مصر على تلى معينة وهنا ارد على الاثنين ان الكعبة مركز الكون وليس مركز الارض والقضية واضحة هندسيا .
كما اننا وحسب قواعد اللغة العربية وجدنا هذه النظرية توافق وما ذهب إليه أرباب اللغة من حيث ان الفعل منسوب للفاعل ولا يمكن تنسيبه الى غير الفاعل الا بقرينة معينة ان وجد حالات شاذة في مثل هذا الأمر فانني عندما اقول ( طاف علي حول الكعبة ) فالفعل منسوب الى علي وليس الى الكعبة ولا يمكن تأويل نسبة الطواف الى الكعبة او كقولنا ( ضرب زيد عمرا ) فان زيد هو الضارب وعمرو هو المضروب فلا يمكن باي شكل من اشكال قواعد اللغة العربية ان يكون عمرو هو الضارب فالفعل هنا منسوب الى زيد , حتى اذا غيرنا مواضع الكلمات لخرج بجملة مفيدة اخرى كان نقول ( زيد ضرب عمرا ) فان هذا توكيد على ان زيد هو الضارب وليس حامد ولا خالد ولا أي احد فالفاعل هو زيد حصرا دون غيره ... وعلى هذا القياس فليبحث أي شخص في الافعال المذكورة في القرآن الكريم ويعرف الفعل الى من ينسب ....
وعلى نفس السياق جرى احاديث الرسول واهل بيته الطاهرين .
اود اولا ان اشير الى ان انتمائي وتشرفي للمنتدى الموقر كانت على اساس البحث عن حقيقة كونية فيزيائية يقتتل عليه العلم الاكاديمي من جهة والعلم القرآني من جهة اخرى وهي بالايجاز ( هل ان الارض تدور حول الشمس ام العكس ) لان العلم الاكاديمي يقدم الكثير من الادلة على ان الارض تدور حول الشمس ولكن القران الكريم يقول عكس ذلك من خلال الكثير من الآيات والروايات وبعد ان ثبت لدي او رجح راي القران الكريم وبالادلة العلمية ان راي القران الكريم هو الصواب و رمت البحث عن ادلة اخرى في مجال اخر فجرني ( السيد كوكل ) الى منتداكم الموقر عسى ان اجد ادلة إضافية في كون الارض لا تدور حول الشمس بل الشمس والقمر والكواكب هي التي تدور خول الأرض واضن ان حسابات علم الفلك الروحاني او علم الهيئة تذهب هذا المذهب ولا اعلم ان كان اصحابها أي مذهب يتبنون في ايهما تدور حول الاخر واذا سمحتم لي ان اقتبس البحث من منتدى قصديون .
اقتباس ـــــ
( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
كما علمنا المنهج القصدي ان نفهم القران الكريم والاحاديث النبوية الواردة عن اهل بيت العصمة عليهم السلام وفق ما قصدوه هم ... وليس كما يشتهي ان يفهمه المتلقي فعلينا ان نرضخ للكلام القصدي وان لم نفهمه في بادئ الامر لقلة المعطيات والدلائل المادية وخاصة في القضايا العلمية التي كلما تعمق النظريات فيها تشعبت وتعمقت اكثر .
ومن القضايا التي حيرتني كثيرا قبل ان اقتنع بنتيجة مرضية لي على الاقل ... قضية دوران الارض حول الشمس ....
فمن المسلمات العلمية حاليا في المناهج الاكاديمية الحاكمة على المؤسسات العلمية ان الارض تدور حول الشمس ولا يمكن النقاش فيه منذ ان سلم العلم الحديث بنظرية كوبر نيكوس وتبناه غاليلو .
وفي المقابل نجد ان الاديان السماوية تذهب عكس ذلك رغم ان البعض يكتنفه الخجل لقوة الأدلة المادية التي تطرحها المؤسسات الاكاديمية لترسخ مذهبها في هذه القضية وان كان بعض افراد المؤسسات الدينية سلمت بنظرية كوبر نيكوس وحاولت سحب ادلة روائية ليركبها على راي نيكوس .
عموما اخوتي الاعزاء في المنتدى الموقر ارجوا تعاونكم معي كي نصل الى هذه الحقيقة التي بصراحة اعتبرها من المعارك التي لازالت المنهج الديني عموما تتبع المدارس الغير دينية و المفروض هو العكس .
ولدي سلسلة من الادلة التي اعتقد ترضي جميع الاطراف اذا نضروا الى القضية بموضوعية دون ان يلغي احد الفريقين ادلة الاخر ولكن بمنهج علمي ومنطقي لذا اطرح الموضوع بسلاسة وتاني مع النقاش خلال طرح الادلة لتقويمها قبل ان تخرج هذه القضية الى خارج المنتدى دون تثبيت الراي الاخير بعد انتهاء الادلة ولذا ساتخذ موقع القائل بالراي القرآني حسب ما افهمه وعلى من يريد من الاخوة ان ياخذ موقع الراي الاخر وارجو من المشرفين ان ياخذوا موقف المحايد والحاكم على قوة الادلة عندما تتشابك الاراء ولا يستطيع احد الفريقين اقناع الاخر .
علما ان هذه القضية لها ربط مع الطور المهدوي سيتبين لاحقا .
اقول بان الايات الذاكرة للشمس تصفها بانها متحركة والايات الواصفة للارض تصفها بانها ثابتة
الآيات القرآنية
(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
يس 39
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يُسْبَحُونَ)
الأنبياء33
فالحركة هنا للشمس والقمر دون ذكر الأرض في الآية
( اللَّهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )
(2) الرعد
الجريان للشمس والقمر
( وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ )
إبراهيم : 33
والدأب انجاز الفعل باكمل وجه وفيه اشارة الى الحركة
( وَ تَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمينِ وَ إِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَ هُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً )
الكهف : 17
الفعل منسوب الى الشمس
( أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَليلاً )
الفرقان : 45
والآية ينبغي الوقوف عليها كثيرا الا اننا ناخذ ما يهمنا وهو نفي السكون عن الشمس لان الفعل منسوب لها وتاثير هذه الحركة تضهر في الارض ...ففي الجملة امتداد الظل سببه نفي السكون عن المدلول لها وهي الشمس
( أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبيرٌ )
لقمان : 29
( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَ الَّذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْميرٍ )
فاطر : 13
( خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزيزُ الْغَفَّارُ )
الموضوع الأصلي: ( والشمس تجري لمستقر لها ..) // الكاتب: يوجل // المصدر: منتدى قصديون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ارجو من الاخوة الاعزاء قراء هذا البحث ان يضعوا في اعتباراتهم ان الوسائل والطرق المتبعة في اثبات هذه النظرية تختلف عن ما هو متبع في امثال هكذا ابحاث وربما ان كل فقرة ترد فيها ستغيب عن اذهان القارئ الكريم لانه نظرية بحد ذاتها واستنبطناها في ابحاث مستقلة ولكننا احتجنا اليها لاثبات ما نحن بصدده لذلك سوف نورد الاصطلاح بشكل موجز واذا اراد احد الولوج فيها يسرنا ان نناقشه بعد التنويه على الفقرة ومن هذه النظريات الفرعية هي مادية جميع ما في الوجود من مكان ( السماوات العلى والجنة والنار وووو) وموجودات كالملائكة واراوح وووووو ...وحقيقة الزمن
وانطلاقا منها ندخل في اصل بحثنا وهي حقيقة دوران الارض حول نفسها وحول الشمس .
نجد ان القرآن الكريم يعطي خصوصية معينة للكرة الارضية او الارض التي فيها الكعبة المشرفة بغض النظر عن ان هذه الخصوصية سلبية ام ايجابية اذا ما قورنت ببقية الكواكب قبل طور الاستخلاف ونرى هذه الخصوصية جلية في مقارنة الارض بالسماوات في الكثير من الايات القرانية الشريفة وهذا دليل وقف عليه الفلاسفة والمفسرون اكثر من الفلكيين تحت احد مصاديق وحدة الوجود والذي تاثر بهذه الفكرة حديثا المع علماء الفيزياء الكونيةا من ان الكون تعمل بمنظومة واحدة وهو الحلم الذي حلم به اينشتاين حينما وضع النسبية العامة ليحاكي النسبية الخاصة وفشل في اثباتها في حينها ولكن الدلائل تشير ان الاجيال اللاحقة ستضع نظريات تؤكد هذه الوحدة .
والدليل القراني الاخر لخصوصية الكرة الارضية هي الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 30
بالتمعن في الآية الكريمة يمكننا ان نغترف من فيض هذه الآية الكريمة الدليل التي نحتاجه في بحثنا ونطرحها وفق ما نستطيع إيصال الفكرة المطلوبة ونتسائل :
1 ــ لماذا يبدأ الله تعالى بإخبار الملائكة بأنه عز وجل ( جاعل في الأرض خليفة ) ..... ؟
المعلوم لدينا ان الله تعالى يصدر القرار( بالمشيئة او القدرة او القضاء او الامر ) وما على الملائكة إلا التنفيذ , و الملائكة لا تتأخر ولا تستفسر ولا تعقب على تلك القرارات , فما هذا الامر الذي يريده الله تعالى إعلامه الملائكة قبل أوانه او قبل البدأ به ؟
2 ــ لماذا اختار الله تعالى الأرض ( إذا كان القصد من الأرض هي الكرة الأرضية ) للخلافة ولم يجعله كوكب آخر من الكواكب التي لا عد لها في هذا الكون الفسيح .... ؟
فالنقطتين السابقتين يوحي لنا بان لهذه الأرض أهمية وخصوصية معينة وقابلية لاستقبال الخليفة او احتضان الخلافة الإلهية أكثر من غيرها من الكواكب الأخرى .
والذي يؤيد هذا المذهب من الرأي هو قول الملائكة و استفسارهم بنحو من الاستغراب الذي يستشم منه رائحة تأخر القبول وعدم الاطمئنان لهذا القرار الإلهي ... ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) ؟
ولقد مر علينا اساس هذا الموقف من الملائكة من انه كان هنالك أقوام وأجناس أو سلالات قبل سلالة أبينا آدم سكنت الأرض قبلنا , ولكن لا يزال دليلنا سائر في مسيرته وسوف نرى كيفية الارتباط بين سلالتنا والسلالات التي سبقتنا في هذا الارض لاحقا , هذا من جانب ... ومن جانب آخر وهو المطلوب نستنطق الاية الشريفة ونقول :
ربما لو قال الله تعالى إني جاعل في المريخ او في غيرها من الكواكب خليفة فهل كانت للملائكة نفس هذا الموقف ؟
لا اعتقد ذلك ... لأنه لو وجد مثل هذا الامر لكان القرآن الكريم قد اشار اليه , ثم انه لو كان هذا الامر متكرر في مواقف أخرى لشككنا في قدرة الله تعالى والعياذ بالله , فمن غير المعقول ان يتكرر نفس التسائل من الملائكة كلما أراد الله تعالى ان يخلق خلقا في الكواكب .
ولهذه القصة والآيات التي تليها تفسيرات وتأويلات وروايات كثيرة جديرة بالوقوف عليها وفيها من المعرفة مما يوضح لنا فلسفة جعل الله تعالى مخلوق من طين وينزله الى منزلة دنيا ليتكامل ويتدرج صعودا ليكون ذريته خليفة الله تعالى في الأرض التي نحن في صدد إثبات مركزيتها وتفاعلها وفاعليتها لما موجود في الكواكب والكون سلبا او إيجابا وفق قانون ترابط الوجودات التي مر علينا وقد سلط الضوء على نواحي اخرى من هذه القضية المرحوم ا لنيلي في كتابه اصل الخلق.
اذا ان السماوات وحدة واحدة مهما كبر بالنسبة للارض ونطرح فرضية كمقدمة ونقول:
ما هي موقع الكرة الارضية بالنسبة للكون؟
واقصد الموقع الجغرافي وليس الموقع المعنوي الذي مررنا عليه قبل قليل
هل يوجد للكون من مركز معين ..........؟
وان كانت مركز الكون نقطة وهمية .... ؟
نظريا ومنطقيا نقول.... نعم .
اذا .............. فأين يمكن ان تكون تلك النقطة.........؟
وأين تقع الكرة الأرضية من تلك النقطة ؟
في هذا البحث نحاول معرفة موقع الكرة الأرضية من هذه النقطة , وإذا أردنا التعبير بالمصطلحات الهندسية ... فهل يمكن لنا القول بان الكرة الأرضية تشغل إحدى النقاط الرئيسية او إحدى بؤره بمنظوره الشامل حسب الشكل الذي يتخذه الكون سواءا كان دائريا او مثلثا او غير منتظم ؟
لقد أثبتنا بالأدلة القرآنية فيما سبق وفق الفيزياء الذي فهمناه من القرآن الكريم من مادية ومكانية السماوات السبع والكرسي بمصداقه المادي ... ومهما بعد او توسع فلا بد له من حدود تنتهي فيه المكان ... فكل شيء في الوجود خاضع للمادية وكل مادة لا بد ان تكون له مكان عدا الذات المقدسة لله تعالى الذي ليس كمثله شيء كما أوردنا آيات وروايات كثيرة بشأن ذلك في ابحاث عديدة .
أولا نقول حسب المعاينة الأولية ان الارض لها مركزية ظاهرية في الكون لدوران كل شيء حولنا ( وان كان هذا ظاهريا ) وربما الدليل العلمي في تسجيل الانزياح الاحمر للمجرات من حولنا مبتعدا عنا مع تفاوت سرعة الابتعاد عنا فان للأرض مركزية معينة .
أما بالنسبة لما ورد لنا من المأثور الاسلامي من ان الموقع الجغرافي (الكوني او المكان الذي تشغله الكرة الأرضية تعتبر إحدى المواقع الرئيسية في الكون ربما الثانية او الثالثة من ناحية الأهمية الوجودية على ما نعرفه , وتقع ضمن مسقط مستقيم ضمن النطاق الكوني وليس على نطاق المجموعة الشمسية او العناقيد المجرية.
ربما يستصعب تخيل قولنا هذا كما اني اعلم ان هذا القول يجرنا الى قضية شائكة تتحارب عليه اكبر فئتين فكريتين ولم يستطيعوا لحد ألان فك النزاع وإعلان البيان الختامي لهذه المعركة التي عمرها تمتد الى أكثر من اربعة قرون على اقل تقدير ولم يتمكن احدهم من إقناع الطرف الأخر رغم كل الإمكانيات التحاورية وادعاء التحضر والوثائق العلمية والأدلة الدينية بما في يد كل فريق , وذلك لعدم النظر الى الأمور بالمنظار الشمولي الصحيح واستيلاء ثقافة الالغاء على بواطنهم .
وقد قتل بعضهم بعضا في هذه المعارك الفكرية واعدم من اعدم ونفي من نفي وكفر ورمي بالجنون والهرطقة من كلا الفريقين , والقضية من صميم المسائل التي تدعوا للعداء والنفرة بين أنصار الدين عموما (الأديان السماوية ) والعلماء الفيزيقيين (الماديين) أي بين أنصار الوجود العيني وبين أنصار الوجود الذهني حسب تعبير بحثنا .
ولقد طرحت هذه القضية على مر التاريخ باصطلاحات وصور شتى حاولت كل حقبة ان تعطي رأيا صريحا في جانب من جوانبه .
ونحن بدورنا ان قلنا ان للأرض مركزية او كما عبر أنصار الديانات السماوية (الارض مركز الكون ) وهو قول مبني على ما جاء في الكتب السماوية حسب فهمهم لتلك الكتب ... وقف ضدهم علماء الكون (الماديين ) واروهم صورا للأرض وللمجموعة الشمسية والمجرات ... وقالوا ان الارض لا تشغل حيزا يذكر في هذا الكون الفسيح وهو اصغر من ان يذكر بمساحة موقعية او مكانية وخاصة ان القول بمركزية الارض للكون يجر الى القول بثبات الارض وعدم دورانها حول نفسها او حول الشمس فضلا على بقية الحركات التي تتحركها ضمن المجموعة الشمسية نحو احد اتجاهات الكون المترامي الأطراف , فحصروا ( الدينيين ) في زاوية ضيقة يصعب الخروج منها الا بفتاوى الكفر او رمي الطرف الاخر بالهرطقة والزندقة وإذا لم يكن لهم قوة البطش تبنوا طريقة دبلوماسية وقالوا بان هذا الأمر ليس شان ديني بحت ولا أهمية من ذلك إذا عرفنا او لم نعرف وكأن الأنبياء لم يكونوا يعلمون او أنهم لم يكونوا رسل الله الذي خلق الكون وهو أدرى بحركاته وسكناته .... وكلما طرح الموضع من قبل الدينيين من نفي الحركة واجههم الماديين بكم من الوثائق والأدلة الرياضية التي لولاها لما كانت هذه التغيرات التي نراها كل يوم من الليل والنهار او التغيرات الفصلية بل ويقدمون موعد دقيق جدا من حدث كوني مستقبلي من خسوف او كسوف او ما شابه .
كيف لا أهمية لمثل هذه المواضيع العلمية الدالة على قدرة الله تعالى وحكمته وتقديره ... فليس على كهنة الدين ان ينفوا عن الدين شيئا إذا لم يكونوا يفقهوا من العلوم شيئا ... ليس العلوم الدينية فحسب ... هكذا يصبح الدين اذا سرقه من ( يلهيه الصفق في الأسواق ) عن تعلم دين الله او عندما لا يعرف معنى كلمة ( وفاكهة وأبا ) ويحيدوا عن الذي قال ( سلوني قبل ان تفقدوني فوالله إني لأعلم بطرق السماوات أكثر مني بطرق الارض ).
هذه القضايا العلمية وأمثالها ما يكثر على الدين اعداءه وينفر اصدقائه و يبعد الهوة بين من يؤيد الدين ومن يعارضه ويزيد الطين بلة من عدم إمكانية الوصول الى توافق موضوعي او علمي او ديني الى ان يؤدي الى تناحر سكان كوكب الارض وهكذا تكون تهافت الحضارة التي لا تستطيع الوصول الى جواب وتوافق نهائي بين افراد يدعون العلم والاعلمية.
ومن أهم المعارك التي خاضوها كانت على ميادين عديدة منها :
ـــ هل الأرض كروية أم مسطحة ؟
ـــ هل الأرض تدور حول نفسها ام لا ؟
ـــ هل الأرض هي التي تدور حول الشمس ام العكس ؟
وأخيرا :
ــ هل الأرض مركز الكون أم لا ؟
ولقد أميط اللثام وانتهى النزاع نهائيا بالنسبة للمعركة الأولى منذ زمن ليس ببعيد , وذلك بعد تطور العلم المادي وانتهت هذه المعركة الفكرية لصالح الرأي المادي وتبناه علماء المادة وخسره علماء الدين رغم ان الحقيقة كانت بين أيديهم ولكنهم لعدم فهم ما كان موجودا في كتبهم تلقوا هذه الخسارة (بروح رياضية ) متسترين على خيبتهم بعد ان تبين لهم تقصيرهم في فهم دينهم وان أصل الدين لديهم صحيح وان الذي كانوا يتمسكون به من آراء ليست من الدين بشيء وهم كانوا ( يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) .
أما المعارك الباقية لازال العلم الأحمر يرفرف في معسكراتهم والسيوف مشهورة ولم تغمد بعد .
يتبع ...
(( المحور الكوني ))
1 )) في الاية الكريمة : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَ إِنَّ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) البقرة/144
يمكننا استنباط نقطتين مهمتين من الاية الشريفة :
اولا / لو افترضنا ان احد المسلمين من (كوكب الارض) سافر الى كوكب المريخ او خرج من مجرتنا الى مجرة أخرى فان فريضة الصلاة لا تسقط عنه وإذا أضفنا الى هذه الفرضية الشمولية العامة لإحكام القرآن الكريم زمانا ومكانا بدلالة الآيات المستفيضة والأحاديث الشريفة فيجب على هذا الشخص ان يتوجه الى القبلة التي في الكرة الأرضية حال صلاته وهذا ما نوه إليه السيد الشهيد الصدر قدس الله روحه الطاهرة في كتابه الفريد من نوعه ( فقه الفضاء ) .
وعودا الى افتراضنا واسنادا له نذكر للقارئ المؤمن اننا رغم طرحنا لهذه الفرضية ( امكانية السفر المادي ) بسرعة اكبر من سرعة الضوء ممكنة وليس كما يقف عنده الاينشتانيون من قولهم ان الجسم المادي تتحول الى طاقة اذا وصل الى سرعة الضوء ,الا اننا نؤكد انها حصلت في تاريخ البشرية ولا سبيل للمسلم على اقل تقدير ان يؤمن به بل هو واجب عيني وعقائدي ان يؤمن به والا انه يخرج من دائرة الايمان وهي قضية الإسراء والمعراج الجسدي لفخر الكائنات محمد صلوات الله عليه وآله الطاهرين كما ذكرت ان في كل سماء كانت قبلة بحذاء الكعبة يصلون باتجاهها سكان السماوات وحينما صلى الرسول صلى الله عليه وآله إماما على الأنبياء فانه حتما اتجه الى قبلة معينة ويمكن للقارئ الكريم ان يراجع روايات المعراج .
ثانيا / نلاحظ في الآية الكريمة اقترانها بكلمة السماء الذي ربما نستطيع ان نستوحي منها انها مكانية شاملة وليس على الاتجاهات الأرضية الذي أورد القران الكريم في مثل تلك الموارد مثلا ( ذات اليمين وذات الشمال ) , وايضا نلاحظ شيئا من الحيرة التي قد تصيب النبي صلى الله عليه وآله ويجعله يقلب وجهه الشريف في السماء لقضية تخص القبلة وعلة اختيار جهة دون جهة أخرى ...
ومن ظاهر الآية الشريفة نستطيع ان نتعرف بان الآية كانت في بداية التشريع الإسلامي للصلاة حينما فرضت التوجه الى بيت المقدس ولكن هذا الاختيار جاءت وفق الحكمة الإلهية الى بيت المقدس والنبي برؤيته الملكوتية كان يعلم ان القبلة الأصلية هي الكعبة الشريفة ( يراجع في هذا الأمر من كينونة علم النبي وفق عقيدة الامامية بالنبي وانه كان نبيا على الانبياء في عالم الذر وانه معلم الملائكة التسبيح والتحميد وان نوره الشريف اول ما خلق الله وليس وفق عقائد غيرهم من فرق المسلمين في النبي ) فلماذا اختار الله تعالى ان يتوجه الى بيت المقدس ... ولذا نجد الوعد اللهي للنبي في نفس الآية والذي هو وعد مستقبلي مؤكد الوقوع ( فلنولينك قبلة ترضاه ) والى حين ذلك الوقت فان القبلة كانت الى بيت المقدس , وحاشاه النبي ان لا يرضخ لاوامر ربه وهو الحبيب المصطفى , وهذا التفسير ما يؤكده لنا نفس الاية التي ابتدات بكلمة ( قد نرى ) ونقيضه (قد لا نرى ) وحاشا الله تعالى ان يعطي احتمالات لقضية مستقبلية وهو العالم بما كان قبل ان يكون , ولكن للادب الرباني مع حبيبه المصطفى اورد هذه الكلمة ( قد ) ليعرف نبيه أولا ان هذا الاختيار طارئ وليس ثابت لحكمة ربانية وهي معرفة من سيتبع الرسول والامر اللهي دون نقاش , ومن الذي سينكر هذا الامر كالذين يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ... وكان الله تعالى يخاطب حبيبه المصطفى بتعبيرنا الدارج .... ( من حقك يا محمد ان كنت تقع في حيرة من اختيارنا لهذا الامر , وتقلب وجهك في السماء) ..
وثانيا لزيادة الادب الحواري بين الرب وعبده اورد الله تعالى كلمة ( قد ) في هذا الموضع لكي لا يلازم هذه الحيرة كحقيقة واقعة ومؤكدة على النبي الذي يعرف حقائق الامور والحكمة من كل تشريع ... ويعرف هذه القضية الأخلاقية الكثير من أرباب الأخلاق لدينا والمتخلقين بأخلاق الله تعالى والرسول واهل بيته الطاهرين ...فمثلا عندما نريد ان نفاتح شخصا بقضية معينة ونعلم علم اليقين عن صحته ولكننا نبتدأ ونقول (ربما انا على خطا ولكن يبدوا الأمر عكس ذلك ) او نقول لزيادة الاحترام والادب الحواري عندما نريد ان نفهم قضية علمية لشخص آخر ( هل استطعت ان افهمك القضية او اوصل لك مرادي من النظرية الفلانية ) بدلا من قولنا ( هل فهمت القضية ) والذي ربما يوحي للمقابل انه قليل التفكير او قليل الذكاء او ما شابه وهذا من باب المثال لتقريب الصورة وليس للقياس وكما تعلم يا اخي القارئ المؤمن ان الامثال تضرب للتعريف وليست للقياس .
اذا فالنبي صلى الله عليه وآله كان يعلم ان القبلة الأصلية هي الكعبة ولكن الأمر الالهي ( الطارئ ) كان صادرا له بان يتوجه الى بيت المقدس في بداية التشريع واتى النداء الرباني بالوعد على الرجوع الى القبلة الاصلية وتحول التشريع الى العموم والثبوت في الفقرة ( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ .... )
وستتحقق مصاديق الاية الكريمة كما نوهنا بعد حكم الامام المهدي عليه السلام ويبدا دعوته الكونية لدين الله في بقية الكواكب والمجرات .
واية اخرى تؤكد نفس المضمون : ( وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْني وَ لِأُتِمَّ نِعْمَتي عَلَيْكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )البقرة(150)
2 )) رواية في المعراج :
أ- في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه من الأخبار المجموعة وباسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ان لله تعالى ديكا عرفه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارضين السابعة السفلى ، اذا كان في الثلث الاخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس ، فيصيح عند ذلك ديكة الدنيا ).
وكأن النبي صلى الله عليه وآله يحاول هنا تصوير المحور الذي يربط السماوات ببعضها حسب ما يفهمه عقول ذلك العصر من باب (كلم الناس على قدر عقولهم ) وسوف نوضح في فصل توحيد المفاهيم الزمانية لماذا اختار النبي صلى الله عليه وآله ( الديك ) للتعبير عن هذه الحقيقة الكونية وربما تسعفونا يا اخوة القصد عن تحليل ودلالات حروف ( ديك ) واجمالا نقول هنا لمن يعترض ما السبب في ان جميع ديكة مدينة واحدة تصيح في وقت واحد , واذا قالوا ان القضية سماعية فان صاح احدها فان البقية تجيب فليلاحظوا بدقة اكثر فان هنالك وخاصة في القرى التي تكثر فيها الحيوانات الداجنة فانه ربما ديكين او اكثر يصيحون في نفس الوقت دون تفاوت في الوقت يذكر وربما هذا التفاوت أسرع من سرعة الصوت , وما السبب في صياحها في نفس الوقت من كل يوم دون ان تعير اهتماما بالظروف الأنواء الجوية .
3 )) ورد في كتاب وسائل الشيعة وفي علل الشرائع بعض ما يؤيد رئينا منها :
أ )عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبي غرة قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) :البيت قبلة المسجد ، والمسجد قبلة مكّة ، ومكّة قبلة الحرم ، والحرم قبلة الدنيا .
والإمام هنا استخدم كلمة ( دنيا ) بدلا من كلمة ( من في الارض ) واذا قارنا هذين الاصطلاحين في روايات الأئمة نجدها ان (الدنيا) اشمل من كلمة الارض ... فمثلا ورد في روايات الإمام المهدي عجل الله فرجه ( يملئ الارض قسطا وعدلا , وفي بعضها يملئ الدنيا قسطا وعدلا )... ولا اعتقد ان الإمام يستعمل هذه الكلمات اعتباطا اذا ما كان يريد التأكيد على حقائق أكثر وسيتوضح الفرق بين الكلمتين في فصول قيام الإمام المهدي عليه السلام والاعتماد على سعة اطلاع القارئ الكريم وامكانيته في الربط والتحليل والمقارنة في دقة كلام الله تعالى والائمة عليهم السلام في مثل هكذا تعبيرات ..... فانه عجل الله فرجه بعدما يملئ الارض قسطا وعدلا في المرحلة الأولى فانه ينطلق ليملئ الدنيا قسطا وعدلا أي سيبدأ بنشر الرسالة الإلهية في بقية الكواكب وتعبير الدنيا إشارة الى المرحلة اللاحقة بعد اكتمال سيطرته على الارض .
ب ) عن محمّد بن الحسن بإسناده عن الطاطري ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سأله رجل قال : صلّيت فوق أبي قبيس العصر فهل يجزي ذلك والكعبة تحتي ؟
قال :
نعم إنها قبلة من موضعها إلى السماء .
والإمام هنا استعمل كلمة (الى السماء) على الإطلاق دون تحديد سقف او حدود استطالة السماء ما يؤكده الرواية التالية .
ج ) عن محمّد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) :أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا .
وهنا دلالة علمية ربما لا يمكن للعلم الحالي ان يصل اليه لو سار على نفس منهجه لآلاف السنين , والذي يريد الإمام هنا تعريفنا به بان لكل سماء كوكب مركزي كما للسماء الدنيا كوكب مركزي وهي الارض والمحور العمودي الذي نحن في صدد اثباته تقع فيه هذه الكواكب السبعة التي في السماوات السبعة , ولقد قرات تعليقة في حاشية في بحار الانوار عن الدر المنثور رواية مرفوعة للنبي من غير طريق السلسلة الذهبية ... حيث روي ان النبي صلى الله عليه وآله قال : ( سيد السماوات السماء التي فيها العرش وسيد الارضين الارض التي أنتم عليها ) .
والحديث السابق اشمل من الذي قبله لانه يحل لنا بعض الاشكالات الهندسية التي ربما يعترض فهم كيفية التوجه الى القبلة من منظور بعض الكواكب التي قد تقع في نقطة الرؤية الصفرية أي تقع في النقطة الميتة حسب تعبيرنا وهي النقطة التي تقابل الكعبة المشرفة بالضبط من الجهة المقابلة لها في الكرة الأرضية وما تقع في خطها المستقيم خارج الكوكب .... فاذا كان المصلي ضمن الكرة الأرضية والتي تقع في وسط المحيط الهادي فحسب راي السيد الشهيد الصدر قدس الله روحه الطاهرة فانه يخير في الاتجاه الى اقرب او اقصر الخطوط بينه وبين الكعبة اذا وقع له الدقة في انه في النقطة الصفرية ... واذا وقع المصلي في الكواكب البعيدة ضمن الاتجاه المستقيم لنفس النقطة فان توجهه يكون الى المحور سواءا فوق الكعبة ام تحته وهذه نظرة هندسية ولا اريد من القارئ الكريم ان يحمل عليه اراء فقهية .
د ) عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن عبد السلام بن صالح ، عن الرضا ( عليه السلام ) في الذي تدركه الصلاة وهو فوق الكعبة قال :إن قام لم يكن له قبلة ، ولكن يستلقي على قفاه ويفتح عينيه إلى السماء ويعقد بقلبه القبلة التي في السماء البيت المعمور ، ويقرأ فإذا أراد أن يركع غمض عينيه ، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع فتح عينيه ، والسجود على نحو ذلك .
والى هنا قد أثبتنا المحور او المسقط العمودي الثابت في هذه المواقع ولكن ما هي الأدلة التي تثبت دورات الفلك حول الارض ؟
نقول أكثر من ان تحصى وكلما بحثنا عنها وجدناه أمامنا ولكننا لتركنا فهم معاني كتابنا وجرينا وراء المادة والماديين نسينا حتى ما نفتخر به من لغة الضاد , فإننا نلاحظ في الآيات والروايات ان الدوران والحركة منسوبة الى الشمس والقمر والنجوم والفلك دون الارض مع العلم انه لو كان الأمر كما يدعيه الغرب لكان القرآن الكريم قد ذكره ولكان إعجازا علميا لديننا وكتابنا والنظرية التي ذهبنا إليها من تناغم الارض مع السماوات في حركتهما بشموليته من جهة وتناغم حركة الشمس والقمر والنجوم من باب اضيق ما هو الا اشارة لهذه الحقيقة .
ولاصلاح اخطاء (ابطال الاعجاز العلمي في القران) نود التنويه انه يقولون في ارائهم ان الكعبة مركز الأرض ويقصدون المركزية الهندسية الجغرافية طبعا وخلال البحث وجدت ان منتدى الملحدين العرب يسخر من هذه الاراء ويعطي ادلة دامغة على دحض هذا القول ويؤكدون بالادلة ان مركز سطح الارض او مركز ثقلها تقع في صحراء في مصر على تلى معينة وهنا ارد على الاثنين ان الكعبة مركز الكون وليس مركز الارض والقضية واضحة هندسيا .
كما اننا وحسب قواعد اللغة العربية وجدنا هذه النظرية توافق وما ذهب إليه أرباب اللغة من حيث ان الفعل منسوب للفاعل ولا يمكن تنسيبه الى غير الفاعل الا بقرينة معينة ان وجد حالات شاذة في مثل هذا الأمر فانني عندما اقول ( طاف علي حول الكعبة ) فالفعل منسوب الى علي وليس الى الكعبة ولا يمكن تأويل نسبة الطواف الى الكعبة او كقولنا ( ضرب زيد عمرا ) فان زيد هو الضارب وعمرو هو المضروب فلا يمكن باي شكل من اشكال قواعد اللغة العربية ان يكون عمرو هو الضارب فالفعل هنا منسوب الى زيد , حتى اذا غيرنا مواضع الكلمات لخرج بجملة مفيدة اخرى كان نقول ( زيد ضرب عمرا ) فان هذا توكيد على ان زيد هو الضارب وليس حامد ولا خالد ولا أي احد فالفاعل هو زيد حصرا دون غيره ... وعلى هذا القياس فليبحث أي شخص في الافعال المذكورة في القرآن الكريم ويعرف الفعل الى من ينسب ....
وعلى نفس السياق جرى احاديث الرسول واهل بيته الطاهرين .
الشيخ الروحانى باهر طاووس الاعمال الروحانيه جلب الحبيب00201112419398 :: ......%%%ساحه مجربات الاجداد%%%.....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى